الجمعة، 5 فبراير 2010

عرض حول جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

تأسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين 5 مايو 1931 في نادي الترقي بالعاصمة الجزائرية على يد الشيخ العلامة عبد الحميد ابن باديس إثر دعوة وجهت إلى كل عالم من علماء الإسلام في الجزائر, من طرف هيئة مؤسسة مؤلفة من أشخاص حياديين ينتمون إلى نادي الترقي غير معروفين بالتطرف، لا يثير ذكرهم حساسية أو شكوكا لدى الحكومة، ولا عند الطرقيين. أعلنوا : أن الجمعية دينية تهذيبية تسعى لخدمة الدين والمجتمع, لا تتدخل في السياسة ولا تشتغل بها. لبّى الدعوة وحضر الاجتماع التأسيسي أكثر من سبعين عالما, من مختلف جهات الجزائر، ومن شتى الاتجاهات الدينية والمذهبية : مالكيين واباضيين مصلحين وطرقيين، موظفين وغير موظفين وانتخبوا مجلسا إداريا للجمعية من أكفأ الرجال علما وعملا, يتكون من ثلاثة عشر عضوا برئاسة الشيخ ابن باديس الذي لم يحضر إلا في اليوم الأخير للاجتماع وباستدعاء خاص مؤكد, فكان انتخابه غيابيا. لم يكن رئيس الجمعية ولا معظم أعضاء مجلسها الإداري من سكان العاصمة, لذلك عينوا لجنة للعمل الدائم ممن يقيمون بالعاصمة, تتألف من خمسة أعضاء برئاسة عمر إسماعيل, تتولى التنسيق بين الأعضاء, وتحفظ الوثائق, وتضبط الميزانية, وتحضر للاجتماعات الدورية للمجلس الإداري. لم يحضر ابن باديس الاجتماع التأسيسي للجمعية من الأول, وكان وراء ذلك هدف يوضحه الشيخ خير الدين أحد المؤسسين الذي حضر الجلسات العامة والخاصة لتأسيس الجمعية, يقول : "كنت أنا والشيخ مبارك الميلي في مكتب ابن باديس بقسنطينة يوم دعا الشيخ أحد المصلحين محمد عبابسة الاخضري وطلب إليه أن يقوم بالدعوة إلى تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في العاصمة وكلفه أن يختار ثلة من جماعة نادي الترقي الذين لا يثير ذكر أسمائهم شكوك الحكومة, أو مخاوف أصحاب الزوايا, وتتولى هذه الجماعة توجيه الدعوة إلى العلماء لتأسيس الجمعية في نادي الترقي بالعاصمة حتى يتم الاجتماع في هدوء وسلام, وتتحقق الغاية المرجوة من نجاح التأسيس. ويقول الشيخ خير الدين : "وأسر إلينا ابن باديس أنه سوف لا يلبي دعوة الاجتماع ولا يحضر يومه الأول حتى يقرر المجتمعون استدعاءه ثانية بصفة رسمية, لحضور الاجتماع العام, فيكون بذلك مدعوا لا داعيا, وبذلك يتجنب ما سيكون من ردود فعل السلطة الفرنسية وأصحاب الزوايا, ومن يتحرجون من كل عمل يقوم به ابن باديس". وهكذا تأسست الجمعية, وتشكل مجلسها الإداري المنبثق عن الاجتماع العام
نشاط الجمعية
وانطلق نشاط الجمعية في تنفيذ برنامجها الذي كان قد ضبط محاوره الإمام ابن باديس في الاجتماع الذي عقد عام 1928 مع صفوة من العلماء الذين رجعوا من المشرق ومن تونس والذي سبق ذكره, واستجاب الشعب لهذا البرنامج, وبدا يؤسس المساجد وينشئ المدارس والنوادي بأمواله الخاصة, ويستقبل العلماء ويُيَسر لهم الاضطلاع بمهمتهم. وحتى يسهل الإشراف على متابعة العمل الإصلاحي, وتنشيط العمل التربوي, الذي يقدم في المدارس الحرة, التي بدأت تنتشر في أرجاء القطر, كلف الإمام عبد الحميد بن باديس باقتراح من الجمعية
• الشيخ الطيب العقبي بأن يتولى الإشراف على العمل الذي يجري في العاصمة وما جاورها,
• الشيخ البشير الإبراهيمي بأن يتولى العمل الذي يجري بالجهة الغربية من البلاد, انطلاقا من تلمسان,
• وأبقى بقسنطينة وما جاورها تحت إشرافه شخصيا,
-وهكذا تقاسم الثلاثة العمل في القطر كله. وتنفيذا لما تضمنه القانون الأساسي للجمعية تم إحداث فروع لها (شعب) في جهات مختلفة من القطر, ففي السنة الأولى تم تأسيس 22 شعبة, وفي سنة 1936 كان عدد الشعب 33 شعبة, أما في سنة 1938 فقد تطور العدد إلى 58 شعبة, واستمر هذا الجهد التعليمي والإصلاحي رغم العراقيل والاضطهاد الذي كان العلماء والمعلمون عرضة له, ولكن الملاحظة التي يجب تسجيلها هنا هي أن الشعب أقبل على التعليم الحر بكيفية خارقة للعادة, لذلك انتشرت المدارس في جميع مدن الجزائر وقراها. وبعد مضي ست سنوات من عمر الجمعية, بادر الإمام عبد الحميد بن باديس بوضع إطار حرّ وشامل للجمعية وهو أشبه بميثاق أو دستور وضعه لتسير على هديه الجمعية في نشاطها الإصلاحي والتعليمي, فحدد من خلال هذا الإطار ما اسماه "بدعوة جمعية العلماء وأصولها" ونشره في مجلة الشهاب العدد الرابع, المجلد الثالث عشر في جوان 1937 ثم طبع ووزع على العموم.
تشكل مجلس الجمعية على النحو التالي/
• 1- الرئيس : عبد الحميد بن باديس.
• 2- نائب الرئيس : محمد البشير الإبراهيمي.
• 3- الكاتب العام : محمد الأمين العمودي.
• 4- نائب الكاتب العام : الطيب العقبي.
• 5- أمين المال :مبارك الميلي.
• 6- نائب أمين المال :إبراهيم بيوض.
• أعضاء مستشارين: 7- المولود الحافظي. 8- الطيب المهاجي. 9- مولاي بن شريف. 10- السعيد اليجري. 11- حسن الطرابلسي. 12- عبد القادر القاسمي. 13- محمد الفضيل اليراتني. 14-ناجي رابح 15- غراب فاطمة


أحمد بوشمال، عبد اللطيف سلطاني، محمد خير الدين، محمد البشير الإبراهيمي العربي التبسي، أحمد توفيق المدني، عباس بن الشيخ الحسين، نعيم النعيمي حمزة بوكوشة، أحمد سحنون، عبد القادر المغربي، الجيلالي الفارسي، أبو بكر الأغواطي، أحمد حماني، باعزيز بن عمر.
























عالم دين جزائري
1889 م - 1941 م


الاسم/ عبد الحميد بن باديس
مكان الميلاد/ قسنطينة
تاريخ الميلاد/1307هــ-1889م
تاريخ الوفاة /1358هــ -1940م
المذهب/مـــــــالكي
العقيدة/ أهل السنة والجماعة
أفكار مميزة/حارب الاحتلال بمحارب الجهل
تـأثر ب/رشيد رضا-محمد النخلي-محمد عبده

عالم دين جزائري
1889 م - 1965 م










الاسم/ محمد البشير الابراهيمي
مكان الميلاد/ سطيف
تاريخ الميلاد/1889م
تاريخ الوفاة/1965م
الذهب /مـــــــــالكي
العقيدة /أهل السنة السلفية
أفكار مميزة /نبذ الجهل والخرافات



الاسم/ الطيب العقبي
مكان الميلاد/بــــــــسكرة
تاريخ الميلاد/1889م
تاريخ الوفاة/21ماي 1962م
المدهب/مـــــــــــالكي
العقيدة /أهل السنة السلفية
أفكار مميزة /نبذ الشعوذة والخرافات






عالم دين جزائري
1896/1898 م - 1945 م

الاسم/ مبارك بن محمد الابراهيمي الميلي
مكان الميلاد/جيجل
تاريخ الميلاد/26ماي1898/1896م
تاريخ الوفاة/1945م
المذهب/مـــــــــــــالكي
العقيدة /اهل السنة السلفية
أفكار مميزة /نبذ الشعوذة و الخرافات



أشعار عبد الحميد بن باديس
شَعْـبُ الجـزائرِ مُـسْـلِـمٌ \\\وَإلىَ الـعُـروبةِ يَـنتَـسِـبْ
مَنْ قَــالَ حَـادَ عَنْ أصْلِـهِ \\\أَوْ قَــالَ مَـاتَ فَقَدْ كَـذبْ
أَوْ رَامَ إدمَــاجًــا لَــهُ \\\ رَامَ الـمُحَـال من الطَّـلَـبْ
يَانَشءُ أَنْـتَ رَجَــاؤُنَــا \\\وَبِـكَ الصَّبـاحُ قَـدِ اقْـتَربْ
خُـذْ لِلحَـيـاةِ سِلاَحَـهـا \\\وَخُـضِ الخْـطُـوبَ وَلاَ تَهبْ
وَاْرفعْ مَـنـارَ الْـعَـدْلِ وَالإ حْـسـ\\\انِ وَاصْـدُمْ مَـن غَصَبْ
وَاقلَعْ جُـذورَ الخَـــائـنينَ \\\ فَـمـنْـهُـم كُلُّ الْـعَـطَـبْ
وَأَذِقْ نفُوسَ الظَّــالـمِـينَ \\\ سُـمًّـا يُـمْـزَج بالـرَّهَـبْ
وَاهْـزُزْ نـفـوسَ الجَـامِدينَ \\\ فَرُبَّـمَـا حَـيّ الْـخَـشَـبْ
مَنْ كَــان يَبْغـي وَدَّنَــا \\\ فَعَلَى الْكَــرَامَــةِ وَالـرّحبْ
أوْ كَـــانَ يَبْغـي ذُلَّـنـَا \\\ فَلَهُ الـمـَهَـانَـةُ والـحَـرَبْ
هَـذَا نِـظـامُ حَـيَـاتِـنَـا \\\ بالـنُّـورِ خُــطَّ وَبِاللَّـهَـبْ
حتَّى يَعودَ لـقَــومــنَـا \\\ من مَجِــدِهم مَــا قَدْ ذَهَبْ
هَــذا لكُمْ عَـهْــدِي بِـهِ \\\ حَتَّى أوَسَّــدَ في الـتُّـرَبْ
فَــإذَا هَلَكْتُ فَصَيْـحـتـي \\\ تَحيـَا الجَـزائـرُ وَ الْـعـرَبْ







شعبالجزائر مسلم

تحية المولد الكريم

. حـيـيـت يـا جـمعَ الأدب \\\ ورقـيـت سـامـيـةَ الرتبْ
وَوُقِـيـتَ شـرَّ الكـائـديـ \\\ ن ذوى الدسـائـس والشغبْ
ومُـنِـحْـت في العليـاء مـا //// تسـمـو إلـيـه مـن أربْ
***


أحـيـيـت مـولـد من بـه \\\ حـييَ الأنـام على الحِـقَـبْ
أحـيـيـت مـولـوده بـما \\\ يُبرى النـفـوسَ مـن الوصبْ
بالـعـلـم والآداب و الـ \\\ أخـلاق في نـشءٍ عـجـبْ
***


نـشءٌ على الإســلام أسْـ \\\ سُّ بـنـائـه السـامي انتصبْ
نـشءٌ بـحُـبِ مـحـمـدٍ \\\ غــذَّاه أشـيـاخٌ نـجـبُ
فـيـهِ اقـتـدَى في سـيـره \\\ وإلـيـه بالحـق انـتـسـبْ
وعلى الـقـلـوب الخافـقـا \\\ تِ إلـيـه رأيـتـه نـصـبْ
بالـروحِ يَـفـديـهَـا ومـا \\\ يُـغـرى النّفـوسَ مـن النشبْ
وبـخُلقـه يَـحـمِـي حـما \\\ هـا أو بـبـارقـة القُـضُـبْ
حـتى يـعـودَ لـقـومــه \\\ مـن عِـزّهـم مـا قـد ذهبْ
ويـرى الجـزائـرَ رجـعـت \\\ حـقَّ الحـيـاة المـسـتـلَـبْ
***


يـا نـشءُ يـا دخـرَ الجـزا \\\ ئـر في الشـدائـد والـكُـرَبْ
صـدحـت بلابِـلُك الفصـا \\\ حُ فـعـمَّ مَجمعَنـا الـطـربْ
وادقْـتَـنَـا طُـعـما من الـ \\\ فـصـحى ألـذَّ مـن الضـرَبْ
وأريـت للأبـصـــار مـا \\\ قـد قـرَّرتْـه لـك الكـتُـبْ
شَعْـبُ الجـزائرِ مُـسْـلِـمٌ \\\ وَإلىَ الـعُـروبةِ يَـنتَـسِـبْ
مَنْ قَــالَ حَـادَ عَنْ أصْلِـهِ \\\ أَوْ قَــالَ مَـاتَ فَقَدْ كَـذبْ
أَوْ رَامَ إدمَــاجًــا لَــهُ \\\ رَامَ الـمُحَـال من الطَّـلَـبْ
يَانَشءُ أَنْـتَ رَجَــاؤُنَــا \\\ وَبِـكَ الصَّبـاحُ قَـدِ اقْـتَربْ
خُـذْ لِلحَـيـاةِ سِلاَحَـهـا \\\ وَخُـضِ الخْـطُـوبَ وَلاَ تَهبْ
وَاْرفعْ مَـنـارَ الْـعَـدْلِ وَالإ \\\ حْـسـانِ وَاصْـدُمْ مَـن غَصَبْ
وَأَذِقْ نفُوسَ الظَّــالـمِـينَ \\\ سُـمًّـا يُـمْـزَج بالـرَّهَـبْ
وَاقلَعْ جُـذورَ الخَـــائـنينَ \\\ فَـمـنْـهُـم كُلُّ الْـعَـطَـبْ
وَاهْـزُزْ نـفـوسَ الجَـامِدينَ \\\ فَرُبَّـمَـا حَـيّ الْـخَـشَـبْ
***


يـا قـومٌ هـذا نـشـؤكم \\\ وإلى الـمـعـالي قـد رثـبْ
كـونـوا لـه يـكـن لكم \\\ وإلى الأمــام ابـنــاء وأبْ
نـحـن الأولى عرف الزمـا نُ \\\ قـديـمـنا الجـمَّ الحسـبْ
وقـد انتبهـنـا للـحـيـا \\\ ة آخــذيـن لـهـا الأهـبْ
لنـحـلَّ مـركـزنـا الذي \\\ بين الأنــام لـنـا وجــبْ
فـتـزيـد في هـذا الـورى \\\ عضـوًا شـريـفًـا منتخَـبْ
نـدعـو إلى الحسنى ونـولـي \\\ أهـلـهـا مـنـا الـرغـبْ
مَنْ كَــان يَبْغـي وَدَّنَــا \\\ فَعَلَى الْكَــرَامَــةِ وَالـرّحبْ
أوْ كَـــانَ يَبْغـي ذُلَّـنـَا \\\ فَلَهُ الـمـَهَـانَـةُ والـحَـرَبْ
***


هَـذَا نِـظـامُ حَـيَـاتِـنَـا \\\ بالـنُّـورِ خُــطَّ وَبِاللَّـهَـبْ
هَــذا لكُمْ عَـهْــدِي بِـهِ \\\ حَتَّى أوَسَّــدَ في الـتُّـرَبْ
فَــإذَا هَلَكْتُ فَصَيْـحـتـي\\\تَحيـَا الجَـزائـرُوَ الْـعـرَبْ
• ألقيت ليلة حفلة جمعية التربية والتعليمالإسلامية بقسنطينة
عن ش : ج4، م 13. قسنطينة يومالاثنين 13 ربيع الأول 1356 هـ / 11 جوان 1937 م.




لمعلومات أكثر ادخل الى موقع/
http://maalemomar.blogspot.com/
او البريد الالكتروني/
Omarsalem9@hotmail.fr
أو
Omarsalem9@yahoo.com

كتابة *سالم عمــــــــــــــــــــــر
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.. نجم سطع ثم أفل

الشيخ عبد الحميد بن باديس
يتفق الجميع على أن الثمار لا بد لها من أشجار التي هي سبب خروجها، وأن الأشجار لا بد لها من جذور تثبتها في الأرض، وتحمل لها ماء الحياة، وكل من يعرف تاريخ الجزائر الحديث يؤمن بأن الاستقلال عن الاحتلال الفرنسي كان من ثمار شجرة الثورة الجزائرية المسلحة التي بدأت في عام 1954، وأن جذر هذه الشجرة هو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. ومن ثم فإن هذه الجمعية جديرة بالنظر والدراسة والتحليل، وإن كان المقام لا يتسع إلا لبضعة سطور عنها، فإن واجب شباب الإسلام أن يراجعوا تراث هذه الحركة.
بادئ ذي بدء لا بد أن نوضح ثلاثة أمور:
أولاً: وضع الجزائر في ظل الاحتلال الفرنسي.
ثانيًا: موقف التيارات الإسلامية في الجزائر.
ثالثًا: موقف مؤسسي جمعية العلماء قبيل التأسيس.
أولاً: وضع الجزائر في ظل الاحتلال الفرنسي:
كان مبدأ السياسة الاستعمارية الفرنسية ربط الدولة المحتلة بفرنسا، بروابط ثقافية واقتصادية فضلاً عن السياسية، وفي هذا الإطار تعمل على توطين فرنسيين في هذه البلاد، وتجعلهم يمسكون بمقاليد أمورها. ومن جانب آخر تعمل على تعليم أبناء هذا البلد تعليمًا يخضعهم لفرنسا شكلاً وموضوعًا. ولتحقيق هذه السياسة لا تتورع عن القيام بحرب إبادة لهذا الشعب، وهذا ما كان في الجزائر، فقد قام الاستعمار الفرنسي بالآتي (منذ عام 1830م):
 إغلاق كافة المدارس الإسلامية (أُغلِقَت أكثر من ألف مدرسة).
 القيام بحرب إبادة بما عرف باسم (الحرب المطلقة)، فقام بحرق الغابات والمحاصيل، والتخطيط للمجاعات، وإبادة مناطق المقاومة بشكل تام، ودفع السكان للحدود الصحراوية.
 جعل اللغة العربية لغة ثانية في جميع مراحل التعليم، ومنع تدريس أي مقررات دراسية عن التاريخ الإسلامي أو الجزائري، أو جغرافية الجزائر، وجعل المقرر فقط دراسة تاريخ فرنسا، وجغرافيتها.
 منع أي دروس دينية بالمساجد، وقد وافق فقط على تحفيظ القرآن في بعض المساجد -مع التضييق عليها- دون تفسير أو شرح.
 العمل على الفصل بين عنصر البربر والعنصر العربي، وذلك فيما عُرف باسم سياسة (الظهير البربري)، والسعي لتنصير البربر في ظل هذه السياسة.
 الاستيلاء على كافة الأوقاف المحبوسة على التعليم، وتنشيط المؤسسات التبشيرية في كافة مناطق الجزائر.
هذا قليل من كثير، وفي المراجع الفرنسية نفسها ذِكر لوقائع تعتبر كافة جرائم الحرب بجانبها شيئًا يسيرًا.
: موقف التيارات الإسلامية في الجزائر:
نستطيع أن نحصر هذه التيارات في ثلاثة اتجاهات:
* الصوفية المقاتلة.
* الصوفية الخاضعة.
* العلماء.
أما عن اتجاه الصوفية المقاتلة، فقد ظهر منذ قيام الأمير عبد القادر الحسيني الجزائري بحركة المقاومة للاحتلال الفرنسي لمدة عشرين عامًا، واستمر حتى بعد قيام ثورة الأمير عبد الكريم الخطابي في مراكش، ونتيجة لسياسة الإبادة التي اتبعها الفرنسيون، فقد تقلص وجود هذا الاتجاه، إلا أنه عاد مرة ثانية مع بدء الثورة المسلحة.
أما الصوفية الخاضعة، فقد استغلها الفرنسيون لإظهار الإسلام بشكل يحض على التخلف والكسل والإيمان بالأساطير والخرافات، كما استغلوهم في فض الجماهير عن أي حركة فاعلة، أو دعوة للإصلاح أو المقاومة.
أما العلماء، فقد سيطر اليأس على الكثير منهم، فاتجهوا إلى بقاع أخرى، وعملوا في التدريس فيها، والقلة استقرت في الجزائر، تعمل -سرًّا- على تعليم الشباب والأطفال.
: موقف مؤسسي جمعية العلماء قبيل التأسيس:
توزع مؤسسو حركة جمعية العلماء على الاتجاهين السابقين، حتى ظهرت شخصية عبد الحميد بن باديس (1889-1940)، الذي قال له أبوه في صباه: "اكفني هَمَّ الآخرة أكْفِكَ هَمَّ الدنيا"، وذلك لما رأى من علامات النجابة والذكاء وحب العلم، وكانت نصائح شيوخه بين حث على الاستقرار خارج البلاد بعد استكمال عدته العلمية للتعليم، أو العودة إلى الجزائر لإنقاذ الأمة الإسلامية الجزائرية.
وكان اللقاء مع زميل كفاحه الشيخ البشير الإبراهيمي في رحاب المدينة المنورة، وكان التخطيط لإنقاذ إسلام وعروبة الجزائر، بل وعقيدتها وهويتها.
وعاد ابن باديس إلى الجزائر عام 1913، واستثمر قوة صلة والده بالسلطات الفرنسية، وبدأ في تفسير كتاب الله في المساجد، واندفعت إليه جموع الشباب والكهول، المتعلمين والجهلاء، حتى ضاقت بهم الطرقات حول المسجد، وقد كان والده عند وعده، فقام بحمايته، ودعمه، حيث لم ينشغل ابن باديس بتدبير قوته، أو تدبير نفقة بيته، أو تكاليف انتقالاته بين المدن.
وعاد البشير الإبراهيمي، وشارك في هذه الصحوة، واستنفر المشهد سائر العلماء، وكانت نواة العمل الجماعي "نادي الترقي" بالعاصمة، وكانت الخطوة التالية هي تنظيم العمل بشكل رسمي، فاجتمع أربعة نفر في "نادي الترقي"، هم: عبد الحميد بن باديس، والبشير الإبراهيمي، وأحمد توفيق المدني، والطيب العقبي.
واتفق المجتمعون على توجيه دعوة إلى مجموعة من العلماء العاملين في الساحة الجزائرية، ولم توضع على الدعوات أي أسماء تجنبًا لحساسيات في نفوس بعضهم منهم، بسبب مهاجمة ابن باديس والبشير للصوفية الخاضعة في عدة مقالات ودروس.
واجتمعوا، وخرجت للوجود في عام 1928، ثم أخذت شكلها القانوني وفقًا للقانون الخاص بالجمعيات في مايو 1931، وقد استطاع البشير الإبراهيمي أن يصوغ القانون الأساسي لها دون تفريط في الأساسيات المتفق عليها بين العلماء، وبما يخدم الصحوة المنشودة، وفي ذات الوقت بما يتواءم مع القانون الرسمي، وأجمع الاجتماع على اختيار عبد الحميد بن باديس رئيسًا، والبشير الإبراهيمي نائبًا، رغم غياب الأول عن الاجتماع التأسيسي.
واستطاع ابن باديس أن يمرر الجمعية في كافة المناطق الجزائرية، وقد كان في زياراته حريصًا على زيارة الحاكم الفرنسي، وإقناعه أن الجمعية ومدارسها تعمل في إطار تحسين حالة الجزائري، ليستطيع أن يتعاون مع الفرنسي في ترقية حال البلاد.
أهداف ووسائل جمعية العلماء
ووفقًا لفكر ونظام الجمعية، فقد تجنبت أنشطتها السياسة، ووجهت جهودها إلى ميدان التعليم العربي، والهدف هو إحياء اللغة العربية بإنشاء المدارس العربية، وإحياء الإسلام بتطهيره مما غشيه من ضلالات العصور المتأخرة، وتحريره من السيطرة الاستعمارية، متمثلة في رجال الدين الرسميين والطرقيين (الصوفية الخاضعة).
وتحت هذين الأصلين الكبيرين تندرج أعمال الجمعية التي ذكر الأستاذ البشير الإبراهيمي أمهاتها في هذه البنود الثمانية:
1- تنظيم حملة جارفة على البدع والخرافات والضلال في الدين، بواسطة الخطب والمحاضرات، ودروس الوعظ والإرشاد، في المساجد، والأندية، والأماكن العامة والخاصة، حتى في الأسواق، والمقالات في جرائدنا الخاصة التي أنشأناها لخدمة الفكرة الإصلاحية.
2- الشروع العاجل في التعليم العربي للصغار، فيما تصل إليه أيدينا من الأماكن، وفي بيوت الآباء، ربحًا للوقت قبل بناء المدارس.
3- تجنيد المئات من تلامذتنا المتخرجين، ودعوة الشبان المتخرجين من جامع الزيتونة للعمل في تعليم أبناء الشعب.
4- العمل على تعميم التعليم العربي للشبان، على النمط الذي بدأ به ابن باديس.
5- مطالبة الحكومة برفع يدها عن مساجدنا ومعاهدنا التي استولت عليها، لنستخدمها في تعليم الأمة دينها، وتعليم أبنائها لغتهم.
6- مطالبة الحكومة بتسليم أوقاف الإسلام التي احتجزتها ووزعتها، لتصرف في مصارفها التي وُقِفَت عليها. (وكانت من الكثرة بحيث تساوي ميزانية دولة متوسطة).
7- مطالبة الحكومة باستقلال القضاء الإسلامي، في الأحوال الشخصية مبدئيًا.
8- مطالبة الحكومة بعدم تدخلها في تعيين الموظفين الدينيين.
أما الوسائل التي جعلت الجمعية تتوسل بها لتحقيق هذه الغايات، فهي الوسائل التي اتخذها ابن باديس وصحبه، منذ نشأت الحركة، ولكن قيام الجمعية جعلها أكثر تنظيمًا، وأشد نشاطًا، وأبلغ أثرًا، وهذه الوسائل تتلخص في إنشاء المدارس، واستخدام المساجد، وبنائها، وتأسيس الأندية، وتكوين الجمعيات، وإخراج الصحف والمجلات.
أما المدارس فقد أنشأت الجمعية خلال ثلاث سنوات، مائة وخمسين مدرسة، يتعلم بها ما يقرب من خمسين ألف تلميذ، كما يقول مؤلفا كتاب الجزائر الثائرة، وبعض هذه المدارس كان يعتبر -إلى جانب الغرض التعليمي- مركزًا من مراكز النشاط الاجتماعي، بما كانت تقيمه وتدعو إليه في نهاية العام وفي المناسبات الدينية، من حفلات حافلة بالخطب والشعر، كمدرسة الشبيبة الإسلامية في مدينة الجزائر.
وفي سبيل استخدام كل وسيلة لنشر التعليم العربي، اتجهت الجمعية إلى الزوايا القديمة، داعية إلى إصلاحها بحيث تكون ملائمة لروح العصر.
الصعوبات والمعوقات
لم تغفل السلطة الفرنسية عن نشاط الجمعية، وبدأت في التضييق على أعضائها منذ عام 1933، ووضعت كافة أعضائها تحت المراقبة، ومنعت إصدار تصاريح جديدة لمدارس الجمعية.
ولما كانت الإجراءات الفرنسية ضد الجمعية بغرض تحجيم حركة الجمعية حتى يخلو الطريق للصوفية، فقد واجهت الجمعية الصوفية في المساجد وبين جموع الناس، فاستيقظت الجزائر على حقيقة الصوفية الخاضعة وتهاونها مع المحتل.
وكانت المواجهة الثانية مع المؤامرات الفرنسية على هوية الجزائر في عام 1936، وذلك من خلال مشروع فرنسي يجعل الجزائر مقاطعة فرنسية، ويتم تمثيلها في البرلمان الفرنسي، وظن البعض أن هذا المشروع قد يكون طريقًا للحصول على بعض حقوق الجزائر المهدرة، فشارك مجموعة من الجمعية على رأسهم ابن باديس في مؤتمر جزائري فرنسي في باريس لمناقشة المشروع، وكان حضورهم بشكل شخصي حتى لا يخالفوا قانون الجمعيات، واستطاع أفراد الجمعية توجيه القرارات النهائية بما يحفظ للجزائر عروبته، وإسلامه، وذاتيته، وصاغ ابن باديس رده على المشروع في قصيدة مفحمة.
كان نجاح الجمعية في إحباط هذه المؤامرة دافعًا للسلطات الفرنسية إلى أن تجد من الوسائل ما يحطم بعضًا من شخصيات الجمعية، فدفعت الطرق الصوفية العميلة إلى مهاجمة ابن باديس، حتى إنها أطلقت عليه -أي الصوفية– "ابن إبليس"! كما دبرت سلطات الاحتلال اغتيال مفتي العاصمة ابن مكحول، واتهمت الطيب العقبي بقتله، ولم تحاكم الرجل أو تقبض عليه، وتركت الاتهام معلقًا، وذلك حتى تُشَوِّهَ سمعة الرجل وجمعيته، وهو ما دفع به إلى الاستقالة عام 1938.
ومع قيام الحرب العالمية الثانية، طالبت فرنسا كافة الهيئات الجزائرية بتأييد موقف فرنسا، وكان ذلك تمهيدًا لإشراك الجزائريين في صفوف القتال الفرنسية، ورفضت الجمعية، وكانت المواجهة هذه المرة مع السلطة الفرنسية مباشرة، فأصدرت السلطات قرارًا بإلغاء الجمعية عام 1940، وتوفي ابن باديس في نفس العام، وخلفه محمد البشير الإبراهيمي في رئاسة الجمعية، ولكنه اعتقل وعُذِّب في عام 1941، ثم قامت سلطات الاحتلال بنفيه إلى الصحراء، وفي عام 1946 عادت الجمعية إلى النشاط بعد الإفراج عن رئيسها، ولكنها لم تعد كما كانت من قبل.
أفول نجم جمعية العلماء
كانت الخطوة الأولى في اتجاه أفول نجم الجمعية هي خروج الجمعية عن أهدافها السابق ذكرها، وانخراطها في العمل السياسي، مع صدور نظام الجزائر الجديد الصادر من السلطة الفرنسية عام 1947، وفيه اعترفت فرنسا بما يشبه الحكم الذاتي للجزائر، واعترفت باللغة العربية لغة أساسية في الجزائر، ومن ثم اتجهت الجمعية إلى ممارسات سياسية ورطتها في مواقف وتحالفات وصدامات سياسية، وصرفت الجمعية عن التركيز على معاني التربية التي صنعت لها مكانتها عند الشعب الجزائري.
والخطوة الثانية هي سفر كل من رئيس الجمعية البشير الإبراهيمي، ونائبه أحمد المدني إلى مصر في عام 1951، واستقرارهما بها منذ عام 1952، وإن كان عذرهما هو حشد التأييد السياسي والمادي للثورة والقضية الجزائرية، وخشية الاعتقال عند العودة، ونجاحهما في المشاركة في تأسيس مكتب المغرب العربي بالقاهرة، وافتتاح إذاعة صوت الجزائر من الإذاعة المصرية، وقد كان أول صوت يصدر من هذه الإذاعة صوت البشير الإبراهيمي مناديًا الثوار: "لا نسمع عنكم أنكم تراجعتم، أو تخاذلتم"، ولكن هذا الغياب المستمر أورث فراغًا في التوجيه والقيادة، لم تستطع قيادة العربي البتسي أن تقنع القدامى أو الجدد، ومن ثم بدأت صراعات خفية حول رئاسة الجمعية.
كانت الخطوة الثالثة هي الانقلاب الداخلي الذي قاده محمد خير الدين، والذي غيّر كثيرًا من الهياكل، وأدان الغائبين عن أداء واجبهم خارج البلاد، وقد كان ذلك في اجتماع أخير عقدته الجمعية في سبتمبر 1954م.
انتهى الأمر بصدور قرار حل الجمعية من السلطات في الجزائر في منتصف عام 1956م، ولم يستطع القائمون عليها الاجتماع وإعادة تنظيم أنفسهم، وخاصة مع توجه الجميع للمشاركة في الثورة المسلحة التي اشتعلت منذ عام 1954م، وكانت ثمرة جميع الجهود في عام 1961م، وهي استقلال الجزائر العربية المسلمة.

كتابة/التلميذة ايمان قروط









المؤتمر الإسلامي جوان 1936
1- مقدمة
عرفت مرحلة الثلاثينات في الجزائر المستعمرة نشاطا سياسيا مكثفا مثلته مختلف التشكيلات السياسية القائمة آنذاك بنشاطاتها المتعددة خاصة مع وصول الجبهة الشعبية للحكم في فرنسا وإظهارها في بداية أمرها انفتاحا على مطالب الطبقة السياسية الجزائرية التي توحّدت لأول مرة في اجتماع تاريخي عقد بالعاصمة في شهر جوان 1936و عرف هذا الاجتماع بالمؤتمر الإسلامي .
2- ظروف انعقاده
انعقد المؤتمر الإسلامي يوم 07 جوان 1936 بالجزائر العاصمة بقاعةسينما الماجستيك (الأطلس حاليا)بحي باب الوادي في ظل ظروف مميزة داخليا و خارجيا.
أ-داخليا:
- تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931.
- تأسيس الحزب الشيوعي الجزائري سنة 1936.
- بروز دور فيدرالية المنتخبين المسلمين الجزائريين و نجاحها في الانتخابات البلدية لعام 1934.
- وصول الجبهة الشعبية إلى الحكم و طرحها لمشاريع إصلاحية منها مشروع بلوم فيوليت.
ب- خارجيا :
- انعقاد عدة مؤتمرات إسلامية مثل : مؤتمر الخلافة بالقاهرة مؤتمر مسلمي أوربا بجنيف، المؤتمر الإسلامي بالقدس .
- مشاركة بعض الجزائريين في هذه المؤتمرات مثل إبراهيم أطفيش الذي شارك في المؤتمر الإسلامي بالقدس.
- تأثير أفكار الأمير شكيب أرسلان الذي كان يدعو جميع المسلمين للاهتمام بشؤون الأمة الإسلامية و الدفاع عنها
3- الشخصيات المشاركة
لأول مرّة منذ تشكيل الأحزاب السياسية في الجزائر تجتمع هذه الأخيرة حول مطالب موحدة،إذ حضر المؤتمر جلّ التيارات السياسية من اليمين إلى اليسار باستثناء نجم شمال إفريقيا المتواجد مقره بفرنسا ، فقد شارك العلماء و الشيوعيون، و النواب و بعض الشخصيات الدينية .
وحسب المصادر التاريخية فإن فكرة عقد المؤتمر انطلقت من قسنطينة بدعوة من عبد الحميد بن باديس و الدكتور بن جلول...و لهذا كانا من ابرز الحاضرين إلى جانب البشير الإبراهيمي،و الطيب العقبي ،و الدكتور سعدان،و فرحات عباس ،و الدكتور بن التهامي ، وغيرهم من أقطاب الأحزاب المشاركة .
و ترأس أشغال المؤتمر الدكتور بن جلول ممثلا عن قسنطينة و قياديا في فيدرالية المنتخبين المسلمين الجزائريين ،و تشكل مكتب المؤتمر من ممثلين عن و هران، قسنطينة ،العاصمة .
- مطالب المؤتمر :
- جرت أشغال المؤتمر في يوم واحد خصصت الجلسة الصباحية لكلمات الافتتاح و الخطباء و خصصت الجلسة المسائية للمصادقة على مطالب المؤتمر الإسلامي التي اتفق حولها من طرف الأحزاب المشاركة و كان كل تيار يدافع عن مطالبه، فالنواب يرغبون في تطبيق مشروع فيوليت، و العلماء يدافعون على احترام الدين الإسلامي و اللغة العربية ،و الشيوعيون يطالبون بالمساواة في الحقوق مع لفرنسيين و هكذا جاءت مطالب المؤتمر في صيغتها النهائية معبرة عن أراء كل التيارات السياسية المشاركة ،و يمكن تخليصها فيما يلي:
- إلغاء المعاملات الخاصة بالجزائريين.
- إلغاء المحاكم العسكرية و العفو عن المحكوم عليهم في حوادث قسنطينة سنة 1934.
- المساواة بين النواب المسلمين و الفرنسيين.
- اعتبار اللغة العربية لغة رسمية إلى جانب الفرنسية .
- تحرير الدين الإسلامي من سيطرة الدولة الفرنسية ،.....الخ
4- نتائج المؤتمر
بعد انتهاء الأشغال تمّ الاتفاق على تشكيل وفد عن المؤتمر ينتقل إلى باريس لتقديم مطالب المؤتمر إلى حكومة الجبهة الشعبية ، وسافر الوفد الذي تقدمه الشيخ بن باديس و الدكتور بن جلول يوم 23 جويلية 1976 إلى فرنسا و التقى برئيس الحكومة الفرنسية " ليون بلوم "وسلمّه ما يسمى بميثاق مطالب الشعب الجزائري المسلم.ووعد رئيس الحكومة بدراسة تلك المطالب .
وبعد عودة وفد المؤتمر الإسلامي من باريس عقد تجمّعا شعبيا يوم 2أوت 1936 بالملعب البلدي بالعناصر لتقديم نتائج مهمتهم في باريس و عاد مع الوفد زعيم نجم شمال إفريقيا مصالي الحاج ،و أثناء التجمع استمع الحاضرون إلى عدة كلمات أهمها خطاب عبد الحميد بن باديس ،و خطاب مصالي الحاج اللذان كانا مؤثرين في الحضور، ورغم أن الجبهة الشعبية لم تف بوعودها إلاّ أن المؤتمر اعتبر مهماّ لنجاحه في توحيد الحركة الوطنية الجزائرية الأول مرّة حول مطالب واحدة ،و رغم عقد المؤتمر الإسلامي الثاني في جويلية 1937 لكنه لم يكن ذو أهمية فقد أعاد مطالب المؤتمر الأول
بيان من جمعية العلماء الـمسلمين الجزائريين عن موضوع إلغاء
بتاريخ 27-10-1429 هـ الموضوع: بيانات الجمعية


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد؛
فإن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تتابع باهتمام بالغ الجدل الدائر هذه الأيام في موضوع إلغاء "عقوبة الإعدام" أو الإبقاء عليها في قانون العقوبات الجزائري، والناس يختلفون بين مؤيد بل ومتحمس لإلغائها، أسوة ببعض الدول الغربية، وبين رافض لإلغائها.


وتنويرًا للرأي العام، فإن جمعية العلماء تؤكّد بأنّ عقوبة القتل "الإعدام" من الأحكام الشرعية المقررة في الشريعة الإسلامية الثابتة بنصوص قطعية في ثبوتها ودلالتها.
والعقوبات إنما شُرعت تحقيقًا لأمن المجتمع وسلامة أفراده في دمائهم وأعراضهم وممتلكاتهم، وهي كفيلة بتحقيق الردع والزجر.
قال تعالى في شأن عقوبة "القتل":}وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{[البقرة: 179]، فالاقتصاص ممن استوجب العقوبة هو حياة للناس بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، والله تعالى أرحم بالناس من أنفسهم، وهو أعلم بما ينفعهم ويضرهم:}أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ{[البقرة: 140] ، }وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ{[المائدة: 50].
والإجرام بأنواعه ما هو إلاّ انحراف فكري وسلوكي فيجب معالجة أسبابه من توفير حياة كريمة للفرد، وبنائه فكريا وخلقيا وسلوكيا وحضاريًّا، ليكون عنصر بناء لا عنصر خراب وفساد، والقضاء على الظلم والتعسف والتهميش والإقصاء.
وفضلاً عما في دعوى الإلغاء من مخالفتها للدستور الذي ينص في المادة الثانية منه "الإسلام دين الدولة".
وتغتنم جمعية العلماء هذه الفرصة لدعوة الجميع إلى التمسك بتعاليم الدين الذي به سعادتنا في الدنيا والآخرة في جميع مجالات حياتنا في أخلاقنا وأسرنا ووسائل إعلامنا ومنظوماتنا التربوية والقانونية.
والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

من أنا

صورتي
................. .......................... ................................. ..........................